فلو أنك فعلاً تحب دينك فلابد أن يروا منك معاملة جيدة.. "علشان كده النبي من شفقته على هؤلاء.. عندما كان ابن جاره يموت ذهب بسرعة جداً فوجده بيطلّع في الروح فقال للولد الصغير: "يا بني اشهد أن لا اله إلا الله وأني رسول الله"، فالولد ماعرفش يعمل إيه فنظر لأبيه، ولأنه يعرف أن النبي صادق أمين قال لابنه أطع "أبا القاسم"، فشهد الولد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومات فخرج النبي فرحا، وقال: "الحمد لله أني أنقذته من النار".
لذلك لابد أن نعرف جيدا أن علينا مسئولية أن نجعل غير المسلم يحب المسلم ويحب الإسلام والرسول عن طريقنا، وهذا لن يأتي بالشدة في التعامل لأن ذلك سيكرهه في الدين الإسلامي الذي نحمله وسيشعر أن ديننا يدعو إلى الكراهية وأن يحب بعضنا البعض فقط ونكره غيرنا، ونحمل له مشاعر غير طيبة.
"شوف كده واسمع وصية "أبو بكر الصديق" لسيدنا "أسامة بن زيد" وهو طالع يحارب.. تخيل حتى في الحرب لازم يكون فيه أخلاق للمسلمين، فما بالك بالمسلم الذي نعيشه الآن.. "لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغولوا -أي لا تسرقوا- ولا تمثلوا -ماتقطعوش حد- ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيرا ولا امرأة ولا تعقلوا نخلة ولا تحرقوها ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً"..
ويقول ربنا عز وجل: "فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين. فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين.." قاتلوهم إذا قاتلوكم وإن انتهوا فقد انتهى الأمر لأن ربنا غفور رحيم.. "فخلاص توقفوا عن القتال ولو رجعوا تاني يقاتلوكم قاتلوهم وإن انتهوا فخلاص لا عدوان إلا على الظالمين، وشوف ربنا يقول: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله".. لو طلبوا السلام أثناء القتال وافق فنحن لا نحب الدماء".
وعليه فلابد أن يعرف كل منا أنه من الممكن أن يكون آثما عندما يكرّه غير المسلمين في ديننا عن طريق شدته في التعامل وطريقته غير الجيدة.. "يعني لو واحد قال: دول مش بيعبدوا ربنا ومش بيحبوا الرسول عليه الصلاة والسلام فنحن نريد أن نقتلهم لكي لا يعيشوا في هذه الدنيا"، أقول له: هذا كلام شخص لا ينفذ كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- لأن غير المسلمين الذين يعيشون في بلادنا هم الذين سماهم بـ"المعاهد الذمي" "يعني عايش في بلادنا بأمان وسلام"، يدخل في ذلك غير المسلمين الذين يعيشون معنا والسائحون، وهذا كلام أهل العلم، لأن السائح الذي جاءنا وأخذ تأشيرة دخول لبلادنا فهذا عهد بيننا وبينه على الأمان.
واسمع الحديث النبوي الشريف واعرف جزاء من يقتل معاهدا ذميا "يعني واحد غير مسلم" بدون سبب شرعي.. يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث للبخاري "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" أي لن يشم رائحة الجنة وإن كان ريحها يشم من مسيرة أربعين عاماً... "ده موضوع يخوف.. موضوع محتاج قبل ما نتصرف نسأل العلماء فيه الأول لأن هناك كثير من الناس وقعوا في الخطأ لما تصرفوا بدماغهم في أشياء للأسف الشديد العلماء قالوا فيها رأيهم منذ زمن طويل".