ويتصل بذلك:
زيارة أهل البلاء من الأحياء، سواء أكانوا مرضى في منازلهم، أم في بعض المشافي. وفي زيارة المريض يروي مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم؛ مرضتُ فلم تعدني. قال يا رب كيف أعودُك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمتَ أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمتَ أنك لو عدته لوجدتني عنده؟". (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، فضل عيادة المريض).
قال النووي في شرح الحديث: "قال العلماء: إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له. قالوا: ومعنى (وجدتني عنده) أي وجدت ثوابي وكرامتي، ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث: لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، لو أسقيته لوجدت ذلك عندي، أي ثوابه". انتهى كلام النووي.
ويتصل بذلك:
اختيار الصحبة الطيبة، الرقيقة، الحنونة، العطوفة، التي تعينك على الخير وتذكرك به، وتدفعك إليه بخالص المحبة والوفاء. فإن الأخلاق تُعدي – صالحة كانت أم فاسدة – وخاصة مَن هم في مثل سنك يا رابية.
فاجتهدي في السعي للفوز بصحبة صديقة تلتمسين بها مخايل الخشوع، وعلامات الخضوع لرب السموات والأرضين. واستنصحيها في هذا الأمر، واصدقيها الطلب، وابتغي بذلك وجه الله تعالى ورضاه.
ويتصل بذلك:
توجيه الذات إلى التفكر فيما بعد الحياة الدنيا، كما جاء في الحديث الطويل الذي رواه مسلم في صحيحه، باب الجنائز، ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، وفيه أن عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ (أي لأهل البقيع إذا زرتهم)، فقال قولي: "السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون".
وهذا مع الأخذ بآداب خروج النساء إلى زيارة المقابر، من عدم التطيب، وعدم النياحة، وعدم مزاحمة الرجال، والخشوع، وقصد الاعتبار من الزيارة، وغير ذلك. علما بأن جواز زيارة النساء للمقابر على خلاف بين العلماء.
ويتصل بذلك:
أن تسألي الله تعالى، ونحن كذلك نسأله معك: قلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا، وعلما نافعا، وعملا صالحا متقبلا، ورضاء منه سبحانه في الدنيا والآخرة.
جزاك الله خيراً - يا رانية- على سؤالك، ونختم في النهاية بالدعاء المأثور: سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.