· الإشكال: هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟
وما السبيل إلى تحقيق تلك المعرفة؟
- معرفة الغير بين الإمكان والاستحالة.
- أطروحة سارتر استحالة معرفة الغير
</LI>
· نص ص 156: " معرفة الغير"
ينطلق النص من افتراض أساسي هو عبارة عن تعريف للغير يقول فيه سارتر: "الغير هو الآخر، الأنا الذي ليس أنا"
واعتمادا على حجة "تحليل لغوية" تتمثل في تأويل وتفسير كلمة "ليس"، يستنتج سارتر أن هناك عدم وانفصال وتباعد بين الأنا والغير، وهو ما يجعل معرفة بعضهما للبعض غير ممكنة.
إن إدراك الأنا للغير هو إدراك إمبريقي، أي إدراك يقف عند مستوى الجسم وما هو ظاهري، يصبح معه الآخر مجرد موضوع أو شيء، وهو ما يحول دون النفوذ إلى أعماق ذاته وتحصيل معرفة بها.
واعتمادا على "الحجة بالمماثلة" المتمثلة في تشبيه العلاقة بين الأنا والغير بالعلاقة المكانية الموجودة بين شيئين، ينتهي سارتر إلى أن العلاقة بين الأنا والآخر هي علاقة تشييئية ما دام أن كلا منهما يتعامل مع الآخر فقط كجسم أو كموضوع أو كشيء، لا تربطه به أية صلة.
Éهكذا ينتهي سارتر إلى استنتاج أساسي هو أن العلاقة بين الأنا والغير هي في أساسها علاقة خارجية وانفصالية ينعدم فيها التواصل بينهما ما دام يعامل بعضهما البعض كشيء وليس كأنا آخر.
وفي آخر النص ينتهي سارتر إلى نتيجة اعتبرها ووصفها بأنها خطيرة، وهي: إذا كانت علاقتي بالغير هي علاقة عدمية، خارجية، انفصالية وتشيئيية، فإن حضور الغير أو غيابه لا يؤثر في وجودي.
كما يشير سارتر في الأخير إلى أن الأنا لايدرك الغير كما هو في ذاته، بل يدركه كما يتبدى له ضمن حقل تجربته الخاصة، وهذا يعني أن نظرة الأنا للغير هي نظرة اختزالية وإسقاطية، فضلا على أنها نظرة سطحية ترتكز على"كثرة متنوعة من الانطباعات الحسية"، ولا تنفذ إلى أعماق الغير من خلال الاقتراب منه والتعاطف معه.
وفي نص آخر يقدم سارتر مثال النظرةLe regard : حينما يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وتلقائية وحرية، وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه، حتى تتجمد حركاته وأفعاله، وتفقد حريتها وعفويتها وتلقائيتها، ولعل هذا ما دفع سارتر إلى القول: "الجحيم هم الآخرون".
أطروحة ميرلوبنتي: إمكانية معرفة الغير
</LI>